الإسلام وحقوق الإنسان

تنشر مجلة رواق عربي عدداً من المقالات في هذا الملف المختص بقضايا الشريعة الإسلامية والإسلام السياسي، وعلاقة كل منهما بقضايا حقوق الإنسان بالعالم العربي، سواء قبل الثورات العربية الأخيرة وما يخص جذور تشابكاتها مع تلك القضية، أو ما بعد تلك الثورات وكيف أثر ذلك على أرض الواقع. ويبدأ الملف بأطروحة معتز الفجيري، الباحث والناشط في مجال حقوق الإنسان، من خلال مقاله “الشريعة اﻹسلامية واﻹسلاميون والدفاع عن حقوق اﻹنسان”، والذي يناقش الكاتب من خلاله مرجعية تشكل العلاقة بين الإسلام وشريعته كدين من ناحية، والدفاع عن حقوق الإنسان في ظل التوازنات المعقدة للقوى بين جماعات الإسلام السياسي، والتيارات المدنية، والأنظمة الحاكمة من جهة أخرى. ويتعمق الفجيري من خلال تقديمه للقضية في أصول تلك العلاقة المتشابكة وتطورها عبر الزمن، ولا يغفل إلقاء بعض الضوء على ظلالها القابعة على مجريات أحداث الثورات العربية الأرض.

 

وفي سياق ارتباط قضية الإسلام وحقوق الإنسان بتاريخ يمتد لعقودٍ من محاولات مجاراة “الحداثة” والتغيرات التي شكلت طبيعة المجتمعات الإنسانية المعاصرة، والتي يعد العالم العربي جزءً لا يتجزأ منها، رغماً عن التعقيدات المكبلة لانطلاق شعوب تلك المنطقة نحو انفراجةٍ سياسيةٍ وديمقراطيةٍ حقيقيةٍ تشمل وتضمن حداً أدناً لمساحةٍ من الحريات والحقوق، تعيد مجلة رواق عربي في هذا الملف نشر أربعة مقالاتٍ أخرى هامة، مر على بعضها أكثر من عشرين عاما، وذلك بغرض إعادة طرح البعد التاريخي للتعامل مع قضية الملف من جذورها من جهة، واستحضار روح المقارنة بين ما قدمه السابقون في سياقه التاريخي حينها، وما يقدمه المعاصرون من رؤية تتفق أحياناً في بعض النقاط، وتختلف في بعضها الآخر تبعاً للظرف التاريخي المتغير من جهةٍ أخرى.

 

وفي مستهل عرض تلك النصوص التاريخية، تأتي مقالة محمد السيد سعيد الصادرة عن رواق عربي عام 1996 بعنوان “الإسلام وحقوق الإنسان”، يليها مناظرة عاطف أحمد والمنشورة هي الأخرى بنفس العام بعنوان “مأزق الشريعة وتحديات التحديث”، ثم تأتي بعدهما أطروحة الباقر العفيف عن قضيتنا في سياقها السوداني المنشورة عام 1998 بعنوان “الإسلام وحقوق الإنسان من منظور حركة الإخوان الجمهوريين”، ويختتم الملف مراجعته للمناقشة التاريخية هذه بعرضٍ لنص “إعلان باريس حول سبل تجديد الخطاب الديني”، والصادرعام 2003 كمذكرةٍ نهائيةٍ لاجتماعاتٍ تحاوريةٍ جرت في العاصمة الفرنسية بدعوةٍ من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والتي دارت بين أقطابٍ وباحثين متخصصين بقضايا الإسلام وحقوق الإنسان على مدار يومي الثاني عشر والثالث عشر من شهر أغسطس \ آب من العام نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى